تأخذ كل استراتيجية تداول معنويات سوق الأسهم بعين الاعتبار إلى حد ما، حتى لو كنت تتداول حصريًا في أزواج العملات. إذا كان سوق الأوراق المالية يمر بأوقات عصيبة، فإن العائد على سندات الحكومة الأمريكية سوف يرتفع، مما يؤدي إلى ارتفاع العملة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، يعتمد الطلب على الأسهم على السياسة النقدية. إذا لم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، فسيكون نشاط المشتري منخفضًا للغاية، ومع ذلك فقد أظهر المستثمرون بالفعل استعدادهم لتحمل ذلك. وهم لا يحتاجون إلى حقيقة التخفيض، بل يحتاجون فقط إلى الأمل في تخفيف السياسة النقدية في المستقبل.

ومثل هذا الأمل لا يمكن أن يمنحه بنك الاحتياطي الفيدرالي ذاته، بل من خلال إحصاءات الاقتصاد الكلي الواردة من الولايات المتحدة. ففي نهاية المطاف، فإن تباطؤ نمو أكبر اقتصاد في العالم من شأنه أن يقلل من الحاجة إلى أسعار فائدة مرتفعة. ففي نهاية المطاف، يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي إبطاء الاقتصاد في حين يمنع تطور الركود العميق. ولذلك، فإن ظهور بوادر حقيقية لتراجع النشاط التجاري قد يكون الإشارة الأولى التي تشير إلى استعداد الجهة التنظيمية الأمريكية لخفض المعدل، ولو في مستقبل أبعد مما كان متوقعا في السابق.

من الواضح أن هذا سيناريو هبوطي بالنسبة للعملة الأمريكية، نظرًا لأن أي تلميح لاستعداد بنك الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف السياسة قد يؤدي إلى انخفاض عائدات السندات الحكومية الأمريكية. لكن ضعف الاقتصاد الأمريكي قد يفرض ضغوطا ليس فقط على العملة الوطنية، بل وأيضا على النفط. ففي نهاية المطاف، تظل الولايات المتحدة الأمريكية أكبر مستهلك للنفط. وبالتالي، فإن انخفاض النشاط التجاري سيؤدي إلى انخفاض الطلب المادي على النفط، وبالتالي تقليل مخاطر النقص بشكل كبير.

وبالانتقال إلى سوق العملات المشفرة، يمكن للمرء أن يلاحظ إرهاقه. العامل الأساسي الهبوطي الرئيسي هو عدم وجود عامل صعودي، وعدم وجود سبب للشراء. في الواقع، السعر في الوقت الحالي ليس بعيدًا عن الحد الأقصى التاريخي، خاصة بالنظر إلى تكلفة البيتكوين الايثريوم وعدد من العملات المعدنية الأخرى في نهاية عام 2023. من الواضح أن هذه أخبار سيئة بالنسبة للمشترين، ولكن في الوقت نفسه من السابق لأوانه الحديث عن استعداد البائعين لتنفيذ سيناريو هبوطي. لن يكون من الممكن الحديث عن ذلك إلا بعد اختراق مستوى الدعم النفسي البالغ 60.000.