بالأمس فقط تحدثنا عن الكيفية التي ينظر بها المستثمرون إلى بيانات التضخم المنشورة بشكل متفائل للغاية. مباشرة بعد نشر عدد الأمس، تلقى المستثمرون تأكيدا رسميا لكلماتنا. وحذر ثلاثة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأميركي - رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند لوريتا ميستر، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند توماس باركين - من أن أسعار الفائدة ستظل مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.

وهذا ليس التحذير الأول من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بأن سعر الفائدة الرئيسي قد يظل عند المستوى الحالي لفترة أطول. على الأرجح أنهم يتحدثون عن حقيقة أن الهيئة التنظيمية الأمريكية لا يمكنها البدء في التخفيض إلا في نهاية هذا العام أو بداية عام 2025. دعونا نذكرك أن السيناريو الرئيسي في الوقت الحالي يأخذ في الاعتبار خفضين لأسعار الفائدة، كل منهما بمقدار ربع بالمائة. إذا حصل المستثمرون على تأكيد لاستقرار الاقتصاد الأمريكي، فقد يزداد نشاط البائعين في سوق الأوراق المالية. في هذه الحالة، سوف يتباطأ ضعف الدولار الأمريكي، وربما نرى نموه مقترنًا بمعظم العملات.

وإذا وضعنا سيناريو لا يبدأ فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي في خفض سعر الفائدة الرئيسي حتى الربع الأخير من هذا العام، فلا ينبغي لنا أن نعول على زيادة أخرى في أسعار الذهب. وفي هذه الحالة فإن العائد على السندات الحكومية سوف يظل مرتفعاً، وبالتالي خلق مستوى مرتفع من المنافسة على الذهب. ولكن حتى تعود الأسعار إلى ما دون 2340 دولارًا، لا ينبغي استبعاد السيناريو الصعودي تمامًا. وفي النهاية، لا يزال المزاج العام صعوديًا، حيث يواصل المستثمرون ثقتهم في قوة الاقتصاد الأمريكي.

كالعادة، نختتم مراجعتنا بسوق العملات المشفرة، الذي أصبح يشبه سوق الأوراق المالية أكثر فأكثر. لاحظ أن مؤشرات الأسهم الرئيسية ارتفعت بشكل ملحوظ يوم الأربعاء، تلتها ضعف معتدل يوم الخميس. الوضع مشابه لديناميكيات حركة أسعار أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة الكبيرة. لم تتمكن عملة البيتكوين من البقاء فوق مستوى 66 ألفًا، إلا أن السيناريو الصعودي لم يتم إلغاؤه بعد. لكن في الوقت نفسه، لا توجد شروط مسبقة واضحة لمزيد من النمو، سواء من وجهة نظر التحليل الأساسي أو من الناحية الفنية. بالنسبة للموجة القادمة من النمو، هناك حاجة إلى محرك قوي حقًا.