سبب المبيعات في سوق الأوراق المالية واضح، وقد تحدثنا عنه بالأمس فقط – إنه هجوم مباشر غير متوقع من قبل إيران على إسرائيل. دائمًا ما يكون التدهور الحاد والكبير في الوضع الجيوسياسي مصحوبًا بانخفاض الرغبة في المخاطرة. وهذا بالضبط ما حدث يوم الاثنين. لنبدأ بالأصول الدفاعية: وصل عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2023. واستأنف الذهب أيضًا نموه، ليعوض بشكل كامل تقريبًا موجة المبيعات السابقة. على الجانب الآخر من العملة كانت هناك جميع الأصول الخطرة.

عندما يتعلق الأمر بالمخاطرة، فإن أول ما يفكر فيه المستثمر المحترف هو الأسهم والعقود الآجلة للسلع. في الآونة الأخيرة، أصبح بإمكان المستثمرين المحترفين الوصول إلى سوق العملات المشفرة، وبالتالي تعرضت فئة الأصول هذه لضغوط بيع. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي في الأسواق المالية قد يكون قصير المدى، ما لم يكن هناك مزيد من التصعيد للصراع في الشرق الأوسط. يأخذ هذا السيناريو في الاعتبار عودة المشترين بسرعة إلى حد ما والتحديث التالي للارتفاعات التاريخية.

وعلى الرغم من أن موسم التقارير المقبل قد بدأ الآن، فإن كل اهتمام المستثمرين سوف يتركز على تطور الصراع في الشرق الأوسط. وكلما اتسعت جغرافية هذا الصراع، زادت المخاطر على مشتري الأسهم والمواد الأولية. وهذا سيناريو سلبي للغاية، ولا حتى بالنسبة للتجار، بل بالنسبة لسكان المنطقة بأكملها، الذين قد يجدون أنفسهم في وضع صعب. لكن هذا السيناريو سوف يساهم في زيادة أخرى في عائدات السندات الحكومية، وبالتالي تعزيز الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى. يعد هذا أمرًا مهمًا للغاية بالنسبة لزوج العملات الدولار مقابل الين، والذي وصل تقريبًا إلى هدفه التالي عند 155 ينًا يابانيًا لكل دولار أمريكي.

وأخيرًا، وفقًا للتقاليد، نتحدث عن سوق العملات المشفرة. كل شيء واضح للغاية هنا - أدى الرفض الكامل للمخاطر إلى موجة أخرى من المبيعات في سوق العملات المشفرة. ومع ذلك، نود أن نذكركم مرة أخرى أنه لم تكن هناك تغييرات عالمية في العوامل الأساسية لهذا السوق. وبالتالي فإن احتمال أن يكون انهيار الأسعار الحالي مجرد تصحيح يظل مرتفعا. ولهذا السبب يحاول العديد من المستثمرين الاستفادة من هذه اللحظة عن طريق شراء البيتكوين والعملات المعدنية الأخرى بسعر مخفض.