يتركز اهتمام جميع المشاركين في السوق على بيان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. وفي شهادته أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب يوم الأربعاء، تجنب إحداث صدمة في الأسواق من خلال التأكيد على أنه سيكون من المناسب على الأرجح البدء في تخفيف السياسة النقدية في وقت لاحق من هذا العام. نحن نتحدث عن احتمال خفض سعر الفائدة الرئيسي، ولكن الأسواق تتفاعل بضبط النفس مع تصريحاته لسببين. أولاً، قبل شهرين، نوقش بنشاط سيناريو تقوم فيه الهيئة التنظيمية بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي مرتين على الأقل هذا العام، وربما حتى ثلاثة تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس لكل منها.

ثانيًا، سيتحدث باول أمام مجلس الشيوخ اليوم، ويتوقع المستثمرون المزيد من المعلومات. ليس سراً أن كلماته اليوم لها وزن هائل في تشكيل المشاعر العامة. وكلما كانت تعليقاته أكثر تحفظاً، كلما كان من الأسهل إبطاء التضخم إلى المستوى المستهدف بنسبة 2%. ففي نهاية المطاف، سوف يساهم تبريد السوق في انخفاض النشاط التجاري، الذي يظل المحرك الرئيسي لنمو التضخم.

إن حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي منطقي تمامًا، لأن مستوى عدم اليقين وحتى التوتر يتم التعبير عنه في الطلب على الذهب. لاحظ أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية لم تتحرك إلا بشكل طفيف خلال الأيام القليلة الماضية. وخلال نفس الوقت، ارتفع سعر الذهب بأكثر من 5%، مما أدى إلى الوصول إلى الحد الأقصى التاريخي الجديد. علاوة على ذلك، لا نشهد مبيعات نشطة بعد تسجيل رقم قياسي جديد، كما كان الحال في ديسمبر 2023. يشير كل هذا إلى أن المستثمرين يواصلون شراء الذهب للتحوط من الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم والعملات المشفرة.

لم يصل الذهب إلى مستويات قياسية جديدة فحسب، بل سجلت عملة البيتكوين أيضًا رقمًا قياسيًا هذا الأسبوع. ولكن لتحقيق المزيد من النمو، يحتاج سوق العملات المشفرة إلى الاستقرار، مما سيسمح للمستثمرين بزيادة حصة الأصول الخطرة في محفظتهم الاستثمارية. ولذلك، فإن تعليقات جيروم باول لها تأثير كبير ليس فقط على الأصول التقليدية. بعد موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصة الأمريكية، اكتسبت البيتكوين اي تي اف ، وهي أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، خصائص الأسهم بطرق عديدة، خاصة في نظر المستثمرين الأمريكيين. ولذلك فإن ظهور العوامل الأساسية الهبوطية لسوق الأوراق المالية سوف يقلل من سعر البيتكوين والعملات المعدنية الأخرى.