عند افتتاح التقويم الاقتصادي، يصبح من الواضح أنه سيتم إيلاء اهتمام خاص هذا الأسبوع لخطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول والإصدار القادم لتقرير التوظيف الأمريكي. وتحسبا لذلك، انخفض نشاط المشترين في سوق الأوراق المالية بشكل ملحوظ. كما ظلت تقلبات تداولات الدولار الأمريكي معتدلة، مما يؤكد أهمية هذه الأحداث. لكن حدثًا مهمًا آخر وقع في وول ستريت، مما أدى إلى صرف انتباه المشاركين في السوق - الزيادة في قيمة أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، ونتيجة لذلك اقترب سعرها من الحد الأقصى التاريخي.

ليس من قبيل الصدفة أن نركز على هذه الأحداث لليوم الثاني على التوالي، لأنه في سوق صعودي واضح، والذي أصبح يشبه الفقاعة أكثر فأكثر، تزداد احتمالية حدوث انخفاض تصحيحي أكثر قوة. وفي ثمانية أيام فقط، بما في ذلك أربعة أيام من النمو القوي، ارتفعت قيمة البيتكوين بنسبة 33٪ تقريبًا. وبما أن القيمة السوقية لهذه العملة تجاوزت 1.33 تريليون دولار، فقد نمت بحوالي 330 مليار دولار في ما يزيد قليلاً عن أسبوع. فقط فكر في الأمر، في ثمانية أيام فقط، زادت القيمة الإجمالية لجميع عملات البيتكوين أكثر من القيمة السوقية لبنك أوف أمريكا. علاوة على ذلك، فإن القيمة المجمعة لأكبر خمسة بنوك أمريكية هي بالفعل أدنى من القيمة السوقية للبيتكوين.

وبالنظر إلى كل ما سبق، فمن الواضح أن المستثمرين المؤسسيين يستخدمون بالفعل البيتكوين كذهب رقمي. ولكن من الصعب للغاية أيضًا الجدال مع حقيقة أن هذا الأصل أصبح يعتمد بشكل متزايد على المعنويات في سوق الأسهم الأمريكية. ولذلك فإن أي تلميحات من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن الاستعداد لتشديد السياسة النقدية يمكن أن تثير موجة قوية من المبيعات. بادئ ذي بدء، مؤشرات الأسهم الرئيسية، ولكن أيضًا سوق العملات المشفرة. ولا يعني هذا السيناريو حدوث تغيير عالمي في الاتجاه، لكنه لا يستبعد تطور انخفاض تصحيحي عميق. إذا كانت هذه التعليقات مدعومة ببيانات قوية في سوق العمل، فإن رد فعل السوق قد يهدأ قليلاً.

ومن المهم الأخذ في الاعتبار أن استقرار الاقتصاد الأمريكي يدعم الدولار الأمريكي وفي نفس الوقت يحفز الطلب على مؤشرات الأسهم الرئيسية التي تساهم في نمو سوق العملات المشفرة. يتجاهل المستثمرون بالفعل حقيقة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يمكنه الحفاظ على سعر الفائدة عند المستوى الحالي لفترة طويلة. ولذلك، فإن استخدام التدخلات اللفظية فقط هو الذي يمكن أن يبرد السوق. وعلى الرغم من أن هذا السيناريو يبدو وكأنه مؤامرة، إلا أنه قد يكون فعالا للغاية بل ومفيدا للاقتصاد، مما يؤدي إلى إبطاء الانحياز نحو النمو السريع لشركات التكنولوجيا. ويأخذ هذا السيناريو في الاعتبار أيضًا قوة الدولار الأمريكي مقابل معظم العملات، ولكن على المدى المتوسط ​​فقط.