بدأ الأسبوع القصير بشكل غير متوقع بشكل جيد للغاية بالنسبة لسوق الأوراق المالية. أنهت أكبر مؤشرات الأسهم الأمريكية أول يوم تداول من الأسبوع في المنطقة الخضراء. ومن المهم الإشارة إلى أن مؤشري ناسداك وستاندرد آند بورز 500 وصلا إلى أعلى مستوياتهما على الإطلاق عدة مرات في الأسبوع السابق، وقد حدث هذا مرة أخرى يوم أمس. ولكن ما لا يقل أهمية هو استقرار العملة الأمريكية. وبينما ارتفع مؤشر ناسداك وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.1% و1% على التوالي، ضعف مؤشر الدولار الأمريكي بنحو 0.2%. وفي الوقت نفسه، لم نلاحظ انخفاضا في عوائد السندات الحكومية الأمريكية.

 إذا قمنا بتلخيص كل هذا، فيمكننا التحدث عن زيادة عامة في الاهتمام بالأصول الخطرة، في حين لا يوجد تدفق للاستثمار خارج ما يسمى بالأصول الوقائية. هذا لا يعني أن هذا أمر شائع جدًا، لكن لا يمكن وصفه بأنه نادر أيضًا. ومع ذلك، لا يمكن للسوق أن يبقى على هذه الحالة لفترة طويلة. وبالتالي، سيحدث أحد أمرين، إما أن تبدأ المبيعات في سوق الأسهم، أو أن الذهب والسندات الحكومية الأمريكية ستبدأ في فقدان جاذبيتها. يرجى ملاحظة أن الذهب لا يزال محتجزًا في نمط جانبي ضيق جدًا، مما يشير إلى عدم اليقين الواضح في السوق.

 والآن دعونا ننتقل إلى أصل آخر، والذي، مثل مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية، يُظهر نموًا سريعًا. ربما خمنت بالفعل أننا نتحدث عن النفط. تلقت السوق بالأمس عاملاً أساسيًا صعوديًا آخر من وزارة الخارجية الدنماركية. وتقوم هذه الدولة بتطوير إجراءات تهدف إلى الحد من مرور ما يسمى بأسطول الظل من الناقلات التي تحمل النفط الروسي عبر بحر البلطيق. وهذا طريق مهم إلى حد ما، لأن حوالي ثلث صادرات النفط الروسية المنقولة بحراً تمر عبره، وهو ما يعادل تقريباً 1.5% من الطلب العالمي على النفط.

 ولكن لن يكون من الممكن إنهاء مراجعة اليوم بملاحظة متفائلة، لأن نشاط المشتري في سوق العملات المشفرة لا يزال ضعيفًا للغاية. تستمر عملة البيتكوين في التداول فوق 65 ألف دولار أمريكي والإيثريوم فوق 3400 دولار أمريكي، لكن خطر السيناريو الهبوطي مستمر في التزايد. مع أخذ كل هذا في الاعتبار، فإن التدهور قصير المدى في المعنويات في سوق الأوراق المالية يمكن أن يؤدي إلى تكثيف مبيعات أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية. لكن لا يوجد ذعر حتى الآن، ومن غير المرجح أن يحدث ذلك إذا لم يحدث شيء عالمي في الأسواق المالية.